اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
اللهم إني أدعوك لهم لا يفرجه غيرك ، ولرحمة لا تنال إلا بك ، ولكرب لا يكشفه إلا أنت ، ولرغبة لا تبلغ إلا بك ، ولحاجة لا يقضيها إلا أنت ..
السلام عليكم
انواع الجمع
جمعُ المذكرِ السالم
لنتأمل معا السياقات التالية
يكْسِبُ الكادحون رزْقَهُم بِعَرَقِ جَبينِهِمْ
يشْكُر الطَّبيبُ المتَبَرِّعينَ بالدم
بتأمل الجموع ( الكادحون ، المتبرعين ) نتلمس زيادة في مبانيها مقارنة مع مفرداتها .
فالكادحون جمع كادح ، المتبرعين جمع متبرع ، والزيادة على المفرد إما ( واو ونون ) أو ( ياء ونون ) مع ملاحظة سلامة تركيب المفرد عند الجمع ، لذا نسمي هذا النوع من الجموع بــ: جمع المذكر السالم .
وبالعودة إلى مواقع تلك الجموع من السياقات السابقة ، نجد أن ( الكادحون ) وقع فاعلا حقه الرفع ، والرفع بحرف ناب عن الحركة / الضمة ، وهو ( الواو ) ، فنقول في إعرابه : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالما .
أما ( المتبرعين ) فوقع مفعولا به ، وحق المفعول به النصب ، والنصب في هذا النوع من الجمع يكون بإنابة حرف عن الحركة / الفتحة ، وهو الياء ، فنقول في إعرابه :
مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالما .
خلاصة الدرس : أن جمع المذكر السالم ، هو ما يدل على أكثر
من اثنين بزيادة واو ونون أو ياء ونون على مفرده مع
سلامة تركيب المفرد .
ويرفع هذا النوع من الجمع بالواو ، وينصب ويجر بالياء
جمع المؤنث السالم
جَلَسَتْ طَالبَاتٌ في فِناءِ المدْرَسَةِ
تَقْرأ ليلى آياتٍ من القرآنِ الكريمِ
تدَاعِبُ الأمُّ طِفْلَها بِلَمَسَاتٍ حانيةٍ .
بتأمل الأمثلة السابقة ، نجد الجموع ( طالباتٌ ، آياتٍ ، لمساتٍ ) ، نلاحظ أنها تدل على أكثر من اثنتين ، كما أنها تدل على مؤنث لعلة التأنيث ، ثم نلاحظ زيادة على مفرداتها مع سلامة بناء المفرد ، فكلها بزيادة
( ألف وتاءٍ ) ..
لذا فكل تلك الجموع هي جموع مؤنث سالمة أو جمع مؤنث سالم .
ولعل أحد يقول وماذا عن التاء المربوطة في نهاية المفرد ؟ لم لا تظهر في الجمع ونحن نتحدث عن السلامة ، سلامة بناء المفرد ؟!!
وللإجابة نقول : تغيب هذه التاء عند جمع المفرد لعلة أنها علامة
تأنيث للاسم المفرد ، وليست من حروفه ، فنحن نقول
( طالب ) وإذا أردنا تأنيثه أتينا بعلامة تدل على التأنيث . لذا
وجب حذفها عند جمع المفرد جمع مؤنث سالما .
وللتوضيح :
حَسَنَة __ حَسَنـاتٌ
فاطِمةٌ __ فَاطِمَــاتٌ
حَديقَةٌ __ حَديقَــاتٌ
الخلاصة : يصاغ جمع المؤنث السالم بزيادة ألف وتاء على آخر المفرد .
بقي أن نشير إلى أننا بتأملنا مواقع تلك الجموع ، نجد أن (طالباتٌ) وقع فاعلا حكمه الرفع ، والرفع بالضمة الأصلية لذا فلم يخرج عن الأصل هنا .. كذا نجد ( لمسَاتٍ ) وقع مجرورا بكسرة على الأصل فلم يخرج أيضا .. إلا أننا نلاحظ خروجا عن
الأصل عند نصبه ، فنجد ( آياتٍ) منصوبا بكسرة تنوب عن الفتحة !!
جمع التكسير
وهو نوع من أنواع الجموع يدل على أكثر من اثنين أو اثنتين مع تغيير بناء المفرد ، فلم يعد سالما كما هو الحال في جمع المذكر السالم ، وجمع المؤنث السالم ..
ولا بأس بالتذكير ، فقلنا أن جمع المذكر السالم ، يصاغ بزيادة ( واو ونون ) في حالة الرفع ،أو (ياء ونون) في حالة النصب والجر على مفرده مع سلامة البناء :
مُـسْـلِـــمٌ __ مـسْلِــمـ + ون ، ين = مسلمون ، مسلمين
وكذلك جمع المؤنث السالم ، يصاغ بزيادة ( ألف وتاء ) على مفرده مع سلامة البناء :
مُـسْــلِــمَـةٌ __ مُـسْــلِــمـ + ات = مسْلِمَاتٌ
أما جمع التكسير ، فيصاغ من الاسم المفرد بتغير يطرأ على صورة
مفردة إما بزيادة أو بنقص في حروف المفرد مع تغير بعض
حركاته :
مَـسْـجِدٌ __ مَـسَـاجِــدُ
الأمثلة :
الأمْواجُ تتَكَسَّرُ عَلَى الشَّاطىء
اشتريتُ كُتُـبًا مفيدة
ليسَ الجَمَالُ بأثْوابٍ تُزّيِّنُنَا ** إن الْجَمَالَ جَمَالُ العلمِ والأدَبِ
بملاحظة الأسماء ( الأمواج ، كتبًا ، أثوابٍ ) نجد أنها جموع
تكسير تغير بناء مفرداتها حين الجمع
ثم نجدها مرفوعة بالضمة كما في المثال الأول ، ومنصوبة بالفتحة
كما في المثال الثاني، ومجرورة بالكسرة كما في المثال الثالث ..
وعليه فإن إعرابه هو إعراب بالحركات الأصلية . أي أن جمع
التكسير يوافق الاسم المفرد في كونه يأتي مرفوعا بالضمة ومنصوبا
بالفتحة ومجرورا بالكسرة ، وتلك هي قاعدة كل منهما .
وصلى الله على محمد وال محمد